حدث لفتاة عادية

تلك الليلة التي تعلمت فيها كثيرا كانت ليلة مختلفة عن كل الليالي فقد سكن الليل ونام الجميع وساد الهدوء ولم يبقى الا أنا أعاني ما أعانيه من الحمى والألم حيث لا طبيب ولا أهل ولا حتى أصدقاء فقط وحدي مع الألم الذي يفتك بي ويزداد أكثر كلما مر عقرب الثواني وكأن عقرب الثواني يلدغني

ماذا أفعل؟

وفي غمرة ما أعانيه تذكرت سيدنا أيوب وما عاناه ليس فقط في مرضه ولكن في كل جوانب حياته

وتذكرت ايضا انه كان يرجع الدودة التي تأكل في جسده وتبتعد عن جسده لمكانها ويقول لها أن هذا رزقها وعليها أن لا تبتعد عنه

يا الله أي ألم هذا الذي كان يعانيه ورددت : يا حبيبي يا سيدنا أيوب صبرت كتير

يا حبيبي يا سيدنا أيوب مكنش في على أيامكم مسكنات

نظرت للأدوية المسكنة من بعيد ولم أشأ أن أتناول المزيد منها لأن اللي بيزيد عن حده بينقلب لضده

وفي لحظات تذكرت لماذا لا أشكو لخالقي مما أنا فيه وأدعو أن يفك كربي وأن يخفف ما أعانيه من ألم وأن يشفيني

منعني الألم وتخاريف الحمى من الصلاة فتوضأت وبدأت بالدعاء كان صادقا للغاية ومن واقع ما أشعر به

وشعرت اننا مش لواحدنا في الدنيا لينا رب اسمه الكريم ، دعوت الله وأنا على ثقة تامة بأنه القدير الرحيم دعوت الله وأنا واثقة أنه يراني ويسمعني وهو الوحيد سبحانه القادر على اجابة دعائي وبرغم انني كنت مازلت اتألم الا انني شعرت بروحانية كبيرة وبراحة نفسية هائلة

وأشفقت على الذين لا يعتقدون في وجود اله أو يعرفون بوجوده ويكفرون به الناس دي مش فاهمين حاجة

اخيرا بعد الدعاء استطعت النوم بعمق لأول مرة منذ أيام وأستيقظت لأجد أنني لم أعد أشعر بالألم وزالت الحمى

ف ابتسمت وظللت مبتسمة وممتنة لساعات وحمدت الله وتأكدت أن الله معنا وأن المعجزات لا تحدث للأنبياء فقط ولكنها تحدث لبشر عاديين أيضا خلقهم الله بيديه الكريمتين ونفخ فيه من روحه.