الساعة الأن الثامنة الا ربع صباحا لم أنم منذ البارحة عيوني وردية من
الحملقة في شاشة اللاب توب وظهري يؤلمني من الجلوس لفترة طويلة أمام الشاشة
الخاطفة لكي أنهي الكتابيات في عملي ألم أخبرك يا مدونتي العزيزة أنني ترقيت؟ لقد تفاجئت يوما ما بأنني صعدت للفصول العليا أصبحت معلمة للمرحلة
الثانوية في كامبريدج وتحديدا للصفوف السابع والثامن بعد أن كنت أدرس للمرحلة
الابتدائية وفي كامبريدج هناك مرحلتين فقط الابتدائي والثانوي تماما كما كانت
المراحل الدراسية في مصر قديما حين الإحتلال البريطاني لمصر وبالطبع زادت
المسئوليات والمهام عندي ولكن أتعلمين أيتها المدونة العزيزة أن هذه الترقية جائت
في إطار أنني مذنبة لا أستطيع تدريس الصغار برغم أن الصغار في العام الماضي كانوا
يحبونني وكنت أحبهم ولكن هذا العام لم أكن أحبهم ! وكنت متعجبة من نفسي وأسألها
لماذا ! علمت فيما بعد أن ذلك رحمة لي لأني لو أحببتهم لما عرفت أن أتركهم وأذهب
للصفوف العليا فليعينني الله على المسؤلية وليكفيني شر من يحفرون ما أبنيه يارب .
لو لم يكن الانترنت موجودا لكنت تجنبت أوجاع الروح والعديد من أولاد
الكلب الذين قابلتهم في العالم الافتراضي وأصابتني حماقاتهم في العالم الواقعي
ولكنت وفرت الساعات الطويلة في قراءة الفيس بوك وتويتر واليوتيوب وبينترست وأخيرا
تمبلر الذي أقنعتني به صديقتي مُنى وساعدتني في ايجاد مدونات جيدة هناك بقي
انستجرام الذي لا أعلم عنه شيئا وكل طالباتي يستخدمنه ويرغبن أن أدخل عالمه وأصبح
صديقتهم هناك ، لو لم يكن الانترنت موجودا لساعدت أمي أكثر وتواصلت معها أكثر ربما
كنت رضيت بمصداقة من هن أقل مني ثقافة أو من هن مختلفات تماما في الاهتمامات وبالتأكيد
كنت سأهتم بالقراءة أكثر من ذلك فمنذ بداية العام قرأت 4 كتب فقط ! في حين أن كل
كتاب أبدأه مازلت لا أنهيه ربما كنت تعلمت الأعمال اليدوية ، ربما تناسيت طبيعتي
الملولة التي تمل بسرعة من الأشياء الرتيبة المملة وتهرب الى الانترنت فحينها كنت
سأهرب الى اللاشيء وربما أيضا استطعت أن أعبر عن مشاعري وأحاسيسي بشكل أوضح لأنني
هادئة قليلة الكلام وفي أغلب الأوقات لا أشبع نهم من يسمعني حتى اذا كنت واقعة في
غرام من أحدثهم يظل كلامي قليل الا لو دفعني من يحدثني الى الحديث دفعا وكان
الحديث شيقا حينها وفقط أخذ لقب "رغاية " ربما كنت سأنجز اعمالي بشكل
أسرع فأنا الأن أنجزها بشكل سلاحفائي بحت ومع ذلك كنت أيضا سأفتقد القلة القليلة
الجيدة التي عرفتها من ذلك العالم الإفتراضي فمن الصديقات من أصبحن أخواتي
البنوتات ومنهن من أصبحت خالتي التي تمنيت يوما لو كانت خالتي فعلا وفي هذا العالم
تعرفت بمعلمين أفاضل وبعض طالباتي معي أيضا كما ان الانترنت يعوضني الإحساس
بالغربة والوحدة والإفتقاد نوعا ما .
أنا من الجيل الذي ظهر الكمبيوتر على أيامه وأظن انني حينما أحكي ذلك ل
ابنتي أو ابني في المستقبل لن يصدقوا حينما أخبرهم أنه لم يكن هناك وجود للأيباد ولا للموبايل
ولا ل اللاب توب ولا حتى للكمبيوتر الا حينما كبرت قليلا ! سيعتقدون أنني كنت أعيش
في العصر الحجري :) ولكن قبل الكمبيوتر اتذكر اهتماماتي جيدا طبعا غير اللعب في
الطفولة كانت قراءة القرآن برغم صعوبة معانيه في طفولتي والقصص القصيرة ومجلات ماجد والتلوين والسباحة وسماع الموسيقى
والرقص ليلا على أغاني الأطفال التي كانت أعدتها والدتي لي مسبقا شريط أغاني أطفال
حينما أسمعه أعلم جيدا أن موعد نومي اقترب – أيوة أنا من جيل الشرايط أيضا - :) كنت
احب برامج الأطفال والكارتون لازلت أذكر منها حواديت أبلة فضيلة , ديلفي , عروستي –
البرنامج الذي لم أفهمه ولم أحبه أبدا في طفولتي – أستاذنا أيمن ومدرسته ومديرته
الغلسة – مسلسل الساعة السابعة وتترات المسلسلات لعمار الشريعي رحمه الله
لم أرغب ابدا في ترك الطفولة لم أكن أرغب بمغادرتها ولم أتخيل أن أصل لأعتاب عامي ال25 الربع قرن
يوما ما كنت أتمنى أن تصبح الأمور مختلفة كثيرا عما هي عليه الأن ولكن في المجمل
فلا بأس بالانترنت ولا بأس بالمسئولية ولا بأس بكل شيء لأن هناك شيء واحد فقط يملأ
علي دنيتي هو حب أمي غير المشروط لي وصداقتها التي لا تنقطع حتى في أسوأ أوقاتي
وأضعف حالاتي الحمد لله أما عن الانترنت فأنا بالفعل أحب الحياة الواقعية التي
يمكن فيها الحب والإنجاز والنجاح والسفر والتواصل والدفا أكثر منه ولكن لا بديل
غيره حاليا .