بدأت الصورة تخبو والأزهار تذبل والسعادة
المطبوعة على قلبي تتلاشى فقد جمعت كلماتك وموسيقاك وأشعارك وإبتساماتك وغادرتني
وغادرني معك وطني كسابق عهده في رحيله عني ، لقد كنت لي بعد وطني وطن ولكن الأوطان
تخذلنا ، عروبتنا تكسرنا بإسم الحُب والوفاء ، أوطاننا تلقي بنا في بحار الحنين
ونوبات الشوق ثم حين نقترب لنعانقها تقذف بنا إلى غيابات الجُب وتكون فينا من
الزاهدين وحين نحزم حقائب السفر تُنادينا من بعيد عودوا وما أشبهك بالوطن وما أشبه
الوطن بك .
العديد من الأشياء تبكي وترثينا فبيتنا الذي كنا
لا ندري هل سنعيش فيه أم سيعيش فينا يبكي لذكريات لم تكن يوما ، والطرق التي لم
نمشيها سويا حزينة لفراقنا ، أشباحك مازالت تطاردني كوطني ولا وطن لي بعدك غير القهوة
، المر في قلبها وتصمد أشاركها الوحدة ويذوب طعمها الحزين في دمي هي والحلوى التي
فقدت لذتها بدونك.
لازلت
أمارس الصوم عنك يا وطني البعيد كجنة ضائعة ، القريب كنسمة صيفية وصديق حميم
وأرتديك كمعطف أنيق خلع حزنه على قلبي على وعد بفجر حلو يكون فيه اللقاء وتعود مواكب
الإبتسامات لي ولوطني فكل شيء يمتلئ بروحك فلا سبيل للنسيان.