لم تعد للكلمات جدوى ولا يوجد لي سواها متنفس
حينما أنبذ الأشياء تركض ورائي وحينما أحتاجها تتدلل بدلال سخيف
ظللت طوال أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء أفكر في ما حدث لفتيات مصر من ضرب وخلع ملابس
بالأمس قال لي صديق أنه مكتئب من الفيديو التي "انسحلت" فيه الفتيات قلت له لم أراه ولكني رأيت فقط الصور
قال لي : لا تريه ستكتأبي قلت له يجب أن أراه ورأيته بالفعل ووقعت فريسة للإكتئاب وحتى الأن لا أرغب بفعل أي شيء حتى الذهاب الى عملي ...
أجدني مضغوطة جدا من الأحداث التي تدور في بلادي وأتذكر جيدا أول أيام الثورة كنت أتابع القنوات الإخبارية الأجنبية بشغف لأنني أعتقد أن للحقيقة عدة وجوه القنوات العربية لا تذكرها جميعا بالطبع وحينما كانت الثورة في أوجها وغليانها كانت مانشيتات تظهر على القنوات الأجنبية عن مصر بالبنط العريض " مخاوف من استيلاء الأخوان المسلمين على الحكم" ، " العالم يتخوف من وصول الإسلاميين للحكم" ........ الخ
كنت متعجبة وأقول في نفسي : احنا في ايه وهما في ايه؟ اخوان مسلمين وتيارات اسلامية ايه دلوقتي مش لما مبارك يمشي وحكومته تغور الأول؟ لم أكن أعلم ان كل هذا ترتيبات مسبقة لما يحدث حاليا
لم يتحدث احد عن ما يحدث في مصر في عملي بالرغم من أن أغلب المعلمات والمعلمين مصريين
فقط تحدثوا عن التحرير يوم الأربعاء ولم يذكروا ما حدث للفتيات ...
يجثم على قلبي ارهاق لا أستطيع ان اتخلص منه وتلاحقني المشاغل وتمسك بطرف فستاني وأنا أصم أذني عنها ولكن الى متى؟ مطلوب مني عمل أشياء كثيرة وبدلا من أن اقوم بعملها أتفنن في إنفاق الوقت بإسراف ولا رغبة لي بعمل أي شيء حتى الذهاب لعملي ، تطاردني أشباح من التي تظهر في الأفلام الرومانسية أشباح جميلة وردية لا تظهر صورتها الحقيقية الا حينما تقرأ القرأن وتستعيذ بالله منها فهذا حال أشباح الجن ولكن لا جدوى مع أشباح الإنس الذين يلاحقونني وبطرق شتى يحاولون تغييري بالرغم من أنهم لم يلاحظوا التغيير الذي طرأ عليهم منذ أراد الله أن يجمعنا في المكان ...
أكره ان يشرف علي أحد "مبيفهمش" وأحترم وأوقر كل من يفهم ويطلق عليه لقب معلم ويرغب في تعليمي وليس أن يكسب جولة على حسابي – الكلام عن موجهة اللغة الإنجليزية-
بدأت محاضرات الدبلومة منذ يوم الأربعاء الفائت اتابع بشغف كل ما يحدث عنها وللأسف تفصلني عن الكلية قارة وأميال
أستطيع ترك العمل بسهولة والعودة لجامعتي وهو ما خططت له من البداية ولكن كيف أأمن على كرامتي وعرضي في بلدي "وحيدة"؟ بعد أن رأيت ما حدث لإخوتي البنات المصريات وبأيدي مصرية؟ وهل لو مشيت جنب الحيطة أضمن أن تصان كرامتي؟ أعترف الأن لن اعود لبلدي الا مع والدتي على الأقل أجد من أبكي الى جوارها وتمسح دموعي ...
من كانت قبلي في العمل سامحها الله باعت القضية وتركت لي أرض بور مطلوب مني أن أستصلحها وأنبت فيها ورود في أقل من شهر !!!!!!!!!!!!!!
قرار نهائي : لن أغشش الطلاب ولن أتنازل عن مبادئي ابدا
أيام قليلة تفصلنا عن العام الجديد 2012 ولأول مرة أخشى من اقتراب عام جديد وأتمنى أن يأتي بثوب أبيض نقي بدل الثوب الأحمر القاتل الذي ارتداه عام 2011